فصل: فصل في الصوت الغليظ:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: القانون (نسخة منقحة)



.فصل في الصوت الخشن وعلاجه:

تعرض خشونة الصوت من البرد من توتّر عضل الصوت ومن حالة كالتشنّج تعرض فيها ومن جفاف رطوبة فيها من كثرة الترنّم ومن قطع اللهاة ومن الجماع والسهر.
وعلاجه الحمية من الأسباب التي ذكرناها مرة وترك الترنم وتناول المليّنات المذكورة في باب البحوحة والتين الرطب واليابس والزبيب وخصوصاً المنقع في دهن اللوز فنفعه عظيم والذين يعرض لهم ذلك من قطع اللهاة فالصواب لهم أن يطبخ عقيد العنب بمثله عسلاً طبخاً بقدر ما ينزع به الرغوة ثم يمزج بماء حار ويتغرغر به ويسقى صاحبه منه وعتيقه أنفع من طريه.

.فصل في الصوت القصير:

وسبب قصر الصوت قصر النفس ويجب أن يتدرّج في تطويل النفس بأن يعتاد حصر النفس ويتدرج في الرياضة والصعود والهبوط في الروابي والدرج والإحصار المحوج إلى التنفس ليتدرج إلى تطويل النفس كتطويل المكث أيضاً في الحمّام الحار وفي كل ما يستدعي النفس وتعجيله وليحبس نفسه ويفعل ذلك كله ويرتاض ويستحمّ وبعد الخروج من الحمّام يجب أن يشرب الشراب فإن الشراب أغذى للروح وكذلك بعد الطعام وليكن كثيراً بنفس واحد والنوم نافع لهم.

.فصل في الصوت الغليظ:

قد يعرض من أسباب البحّة المرخّية الموسّعة للمجاري ويعرض من كثرة الصياح.
وعلاجه أصعب وقد يعرض لمن يزاول النفخ الكثير في المزامير وفي البوقات خاصة لما يعرض من تقطيع نفسهم واحتباسه في الرئة فتتوسع المجاري.

.فصل في الصوت الدقيق:

هذا ضدّ الكدر وأسبابه ضدّ ذلك من السهر والإعياء والترنم وخصوصاً بعد الطعام والرياضة المتعبة والاستفراغات.
وعلاجه أن يودع الصوت ويلزم الرياضة المعتدلة المخصبة والأغذية المعتدلة ودخول الحمّام كل بكرة ويهجر القوابض والمجفّفات والمياه.

.فصل في الصوت المظلم الكدر:

هو الذي يشبه صوت الرصاص إذا صكّ بعضه ببعض وسببه رطوبة غليظة جداً وتنفع منه الرياضة والمصارعة وحصر النفس والتدلّك اليابس بخرق الكتان ودخول الحمام واستعمال الأغذية الملطّفة والمقطّعة، كالسمك المالح، والشراب العتيق.

.فصل في الصوت المرتعش:

يؤمر صاحبه أن لا يصيح ولا يرفع صوته مدة شهر ويقل كلامه ما أمكن وضحكه والحركة والعدو والصعود والهبوط والغضب ويودع اليدين ويريحهما ما أمكن ثم ليستلق وليتكلّف الكلام وقد أثقل صدره بمثل الرصاص وضعاً فوق صدره بقدر ما يحتمل.
وأفضل الأغذية له ما يقوّي جنبه وهي العضل والأكارع وما فيه تغرية وقبض.

.المقالة الثالثة: السعال ونفث الدم:

.فصل في السعال:

السعال من الحركات التي تدفع بها الطبيعة أذى عن عضوٍ ما وهذا العضو في السعال هو الرئة والأعضاء التي تتصل بها الرئة أو فيما يشاركها.
والسعال للصدر كالعطاس للدماغ ويتم بانبساط الصدر وانقباضه وحركة الحجاب.
وهو إما لسبب خاص بالرئة وإما على سبيل المشاركة.
والسبب الموجب للسعال إما باد وإما واصل وإما سابق.
فأسباب السعال البادية شيء من الأسباب البادية تجعل أعضاء الصدر مؤفة في مزاجها أو هيئتها مثل برد يصيب الرئة والعضلات في الصدر أو غير ذلك فتتحرك الطبيعة إلى دفع المؤذي أو لشيء من هذه الأسباب البادية يأتيها فيشجنها أو شيء ميبس أو مخشن مثل غبار أو دخان أو طعم غذاء حامض أو عفص أو حريف أو شيء غريب يقع في المجرى التي لا تقبل غير النفس كما يعرض من السعال بسبب سقوط شيء من الطعام أو الشراب في تلك المجرى لغفلة أو اشتغال بكلام.
وأما أسباب السعال الواصلة فمثل ما يعرض من الأسباب البدنية المسخّنة للمزاج أو المبردة أو المرطّبة أو المجففة بغير مادة أو بمادة دموية أو صفراوية أو بلغمية رقيقة أو غليظة أو سوداوية.
وذلك في الأقل.
فإن كانت تلك المادة منصبة من فوق فإنها ما دامت تنزلق على القصبة كما ينزل الشيء على الحائط لم تهيج كثير سعال فإذا أرادت أن تنصب في فضاء القصبة هاج سعال وكذلك إذا لذعت وكذلك إذا استقرت في الرئة فأرادت الطبيعة أن تدافعها أو كانت مندفعة من المعدة أو الكبد أو من بعض أعضاء الصدر إلى بعضها ومتولّدة فيها.
وقد تكون بسبب انحلال الفرد وبسبب الأورام والسدد في الحجاب أو في الرئة أو الحلقوم وجميع المواضع القابلة لهذه المواد والآفات من الرئة والحجاب الحاجز وحجاب ما بين القلب والرئة.
وأما الأسباب السابقة فالامتلاء وتقدّم أسباب بدنية للأسباب الواصلة المذكورة.
وأما السعال الكائن بالمشاركة فمثل الذي يكون بمشاركة البدن كله في الحمّيات خصوصاً مع حمّى محرقة أو حمّى يوم تعبية ونحوها أو وبائية أو بمشاركة البدن بغير حمى.
والسعال منه يابس ومنه رطب.
واليابس هو الذي لا نفث معه ويكون إما لسوء مزاج حار أو بارد أو يابس مفرد.
وقد يكون في ابتداء حدوث الأورام الحارة في نواحي الصدر إلى أن ينضج وقد يكون مع الورم الصلب سعال يابس جداً وقد يكون لأورام الكبد في نواحي المعاليق وفي الأحيان لأورام الطحال وقد يكون لمدة تملأ فضاء الصدر فلا تندفع إلا بالسعال.
واعلم أنه ربما خرج من السعال شيء حجري مثل حمص أو برد.
وسببه خلط غليظ تحجره فيه الحرارة وقد شهد به الإسكندر وشهد به فولس وذكر أنه خرج من هذا الصنف في النفث ونحن أيضاً قد شاهدنا ذلك.
والسعال الملح كثيراً ما يؤدي إلى نفث الدم وقد يكثر السعال في الشتاء وفي الربيع الشتوي وربما كثر في الربيع المعتدل ويكثر عند هبوب الشمال وإذا كان الصيف شمالياً قليل المطر وكان الخريف جنوبياً مطيراً كثُر السعال في الشتاء.
العلامات: أما علامة السعال البارد فتبريده مع البرد ونقصانه مع نقصان البرد ومع الحرّ ورصاصية الوجه وقلة العطش وربما كان مع البارد نزلة فيحسّ نزول شيء إلى الصدر وامتداده في الحلق ويقلّ مع جذب المادة إلى الأنف وتلقى ما ينزل إلى الحلق بالتنحنح ويرى علامات النزلة من دغدغة في مجاري النزلة وتمدّد فيما يلي الجبهة وممدّة في المنخرين وغير ذلك وأن لا ينفث في أول الأمر ثم ينفث شيئاً بلغمياً نيئاً ثم إلى صفرة وخضرة وربما كان مع ذلك حمّى.
وعلامة الحار التهاب عطس وسكونه بالهواء البارد أكثر من سكونه بالماء وحمرة وجه وعظم نبض.
وعلامات الرطب رطوبة جوهر الرئة وعروضه للمشايخ والمرطوبين وكثرة الخرخرة وخصوصاً في النوم وبعده.
وعلامة اليابس ازدياده مع الحركة والجوع وخفّته عند السكون والشبع والاستحمام وشرب المرطّبات.
وعلامة الساذج في جميع ذلك أن لا يكون نفث البتة وعلامة الذي مع المادة النفث ويدل على جنس المادة جنس النفث وعلامة ما يكون عن الأورام ونحوها وجود علامات ذات الجنب وذات الرئة الحارين والباردين وغير ذلك مما نذكره في بابه.
وعلامة ما يكون من التقيح علامات التقيّح التي نذكرها ووجع ويبس وكثيراً ما يكون رطباً.
وعلامة ما يكون من القروح علامات ذكرت في باب قروح الرئة من نفث حشكريشة أو قيح أو طائفة من جرم الرئة وحلق القصبة وكونه بعد نوازل أكالة وبعد نفث الدم والأورام.
وأكثر اليابس يكون إذا كان هناك مادة لضعف الدافعة للنقاء كما تعلم في بابه.
وعلامة ما يكون بالمشاركة إما مشاركة المعدة فيما يعرف من دلائل أمراض المعدة ويزيد السعال مع تزيد الحال الموجبة له في المعدة كان امتلاء أو خلاء وبحسب الأغذية وأكثر ذلك يهيج عند الامتلاء وعند الهضم والكائن بمشاركة الكبد فيعلم بعلامات الكبد وإذا كان الورم حاراً لم يكن بد من حمى فإن لم يكن حاراً لم يكن بدّ من ثقل ثم تأمل سائر الدلائل التي تعلمها واعلم أن الأشياء الحارة ترق المادة فلا تتفث والباردة كشراب الخشخاش والحريرة تجمع المادة إلى انتفاث إلا أنها إذا أفرطت أجمدت.
وشراب الزوفا إنما يصلح إذا أريد جلاء المسعل الغليظ فنعم الجالي هو.
وأما الرقيق فلا وإذا لم يكن هناك نفث لا رقيق ولا غليظ فالعلة خشونة الصدر والعلاج اللعوقات.
وقد يعرض للمحموم سعال فإن لم يسكن السعال رجعت الحمّى إلى الابتداء.
والقوابض جداً تضيّق مجاري النفث وماء الشعير نعم الجامع لنفث وإذا احتبس النفث وحُم الرجل فقد عفنت المادة وأوقعت في حمّى عفونة أو دقّ.
أما علاج المزاج البارد فهو أنه إن كان خفيف المبلغ وكان من سبب بادٍ خارجي أصلحه حصر النفس فإنه يسخّن الرئة بسهولة في الحال فإن احتيج إلى علاج أقوى لهذا ولغيره من المزاج البارد فمن علاجه أن يمسك تحت اللسان بندقة من مر أو ميعة متخذة بعسل وأن يتناول من دردي القطران ملعقة أو من علك البطم مع عسل أو يشرب دهن البلسان مع سكبينج إلى مثقال وكذلك الكبريت بالنيمبرشت ولعوقات اللعاب الحارة والكرسنة بالعسل وماء الرمان الحلو مفتَّراً ملقى عليه عسل أو فانيذ.
ويستعمل في المروخات على الصدر مثل دهن السوسن ودهن النرجس بشمع أحمر وكثيراء.
وينفع الجلنجبين العسلي بماء التين والزبيب وأصل السوس والبرشاوشان ودهن لوز مع مثقال قوفي مدوفاً فيه.
وينفع طبيخ الزوفاء بالزوفا والأسارون مع تين وغير ذلك.
وأغذيتهم الأحساء الحنطية بالحلبة والسمن والتين والتمر وأصول الكرّاث الشامي.
ومن الأدهان دهن الفستق وحبّ صنوبر.
والأطرية بالفانيذ نافع لهم.
وأما اللحوم فلحوم الفراريج والديوك والاسفيذباجات بها ولحوم الحوليات من الضأن والتنقل والفستق وحب الصنوبر والزبيب مع الحلبة وقصب السكر والتين والمشمش والموز.
وأكل التين اليابس مع الجوز واللوز يقطع المزمن منه.
والشراب الرقيق الريحاني العتيق وأما علاج السعال الحار فبالملطفات المعروفة من العصارات والأدهان أطلية ومروخات.
والجلاب أيضاً نافع لهم وسقي الدياقود الساذج بكرة وعشية على النسخة التي نذكرها وكذلك لعوق الخشخاش جيد ونسخته: يؤخذ خمسة عشر خشخاشة ليست طرية جداً ويُنقع في قسط من ماء العين أو ماء المطر وهو أفضل يوماً وليلة ثم يهرى بالطبخ ويصفّى ويُلقى عليه على كل جزء من المصفى نصف جزء عسلاً أو سكراً ويقوّم لعوقاً والشربة ملعقة بالعشى.
ومما ينفع هؤلاء ماء الشعير بالسبستان وشراب البنفسج والبنفسج المربى وطبيخ الزوفاء البارد وخصوصاً إذا نضج أو في آخره وماء الرمان المقوّم يلقى عليه السكر الطبرزذ وقصب السكر أيضاً ولعوقاتهم من لعاب بزرقطونا وحب السفرجل والنشاء والصمغ العربي والحبوب واللبوب التي نذكرها في باب حبوب السعال وربما جعل فيها مخدّرات.
وأغذيتهم من البقول الباردة ولبوب مثل القثاء والقرع والخيار بدهن اللوز والباقلا المرضوض المهري بالطبخ بدهن اللوز ودهن القرع وماء الشعير والأحساء المتخذة من الشعير والباقلا والبقول والنشاء وماء النخالة.
فإن كانت الطبيعة إلى الانحلال فسويق الشعير بالسكّر والأطرية وإن اشتدّ الأمر فماء الشعير نسخة دياقودا بارد: يؤخذ الخشخاش الرطب بقشوره ويهرى طبخاً في الماء ويصفى ويُلقى عليه سكر ويقوم تقويم الجلاب وإن لم يكن الرطب نقع بزره اليابس مدقوقاً في الماء يوماً وليلةً ثم يطبخ فإن احتيج إلى ما هو أقوى جمع معه القشر وخصوصاً من الأسود وإن اشتد الأمر جعل معه شيء يسير من بزر البنج ديف فيه قليل أفيون.
وأما علاج المزاج الرطب والرطوبة في نفس الرئة فبالمجففات اليابسة مخلوطة بالجالية.
ومن ذلك تركيب على هذه الصفة طين أرمني وكثيراء وصمغ عربي من كل واحد جزء فوذنج وزوفاء وحاشا ودارصيني وبرشاوشان من كل واحد نصف جزء ويعجن ويستعمل.
وأما علاج المزاج اليابس فلا يخلو إما أن يكون حمى أو لا يكون فإن لم يكن حمّى فأوفق الأشياء استعمال ألبان الأتن والماعز وغيرها مع سائر التدبير.
وإن كان حمّى فاستعمال سائر المرطّبات المشروبة واستعمال القيروطات المبرّدة المعروفة واستعمال ماء الشعير وترطيب الغذاء دائماً بالأدهان وتحسّي الأحساء اللوزية المرطبة.
وإن كان مزاج مركّب فركب التدبير وإن كان هناك مادة رقيقة فأنضجها بالدياقودات الساذجة واللعوقات الخشخاشية واللعابية التي ذكرناها في القراباذين.
فإن كانت غليظة حلّلتها وجلوتها على الشرط المذكور فيما سلف من أن لا يسخن إلا باعتدال بل تجتهد في أن تليّن وتقطع وتزلق واستعمل المقيئات المذكورة ومما هو أخص بهذا الموضع علك الأنباط بالعسل أو قرطم بالعسل أو سعد بمثله عسلاً أو ربّ السوس وكثيراء أو قنّة ولوز حلو سواء.
والصبر قد يمسك في الفم مع العسل فينفع جداً.
أو يأخذ ثلاث بيضات صحاح وضعفها عسلاً ونصفها سمناً يؤخذ من الفلفل أربعون حبة تسحق وتعجن بذلك وتعقد من غير إنضاج.
وأيضاً يؤخذ سبعة أرؤس كرّاث شامي وتطبخ في ثلاثة أرطال ماء حتى يبقى الثلث ويصفّى ويُخلط بالباقي عصارة قشره وعسل ويطبخ.
وأيضاً يؤخذ ورد رطب ثمانية وحبّ الصنوبر واحد صمغ البطم واحد زبيب أربعة عسل صنوبر وبزر الأنجرة من كل واحد أوقية بزر كتان وفلفل من كل واحد ثلاث أواق تُعجن بعسل وتستعمل.
أو يؤخذ تمر لحيم خمسة أجزاء سوسن ثمانية أجزاء زعفران وفلفل من كل واحد جزآن كرسنّة عشرين جزءاً وتعجن بعسل منزوع الرغوة.
أو يؤخذ من الزعفران ومن سنبل الطيب ومن الفلفل من كل واحد جزء فراسيون وزوفا من كل واحد ثلاثة أجزاء مرّ وسوسن من كل واحد جزآن تعجن بعسل مصفّى ويُسقى للمزمن القطران بالعسل لعقا أو القسط الهندي بماء الشبث المطبوخ قدر سكرجة مع ملعقة خلّ.
وأيضاً بزر كتان مقلو بعسل وحده أو مع فلفل لكل عشرة واحد أو فوذنج.
وأيضاً يلعق عسل اللبني مع عسل النحل والجاوشير أيضاً.
والخردل واللوز المرّ وأيضاً المثروديطوس.
والصبيان يكفيهم الحبق المطبوخ بلبن امرأة حتى يكون في قوام العسل أو بماء الرازيانج الرطب وإن كان السبب فيها نزلة عولجت النزلة وإن احتيج في منعها إلى استعمال ضماد التين فاستعمل على الرأس وامسك تحت اللسان كل وقت وفي الليل خاصة حبّ النشاء ويغرغر بالقوابض التي لا طعم حامض ولا طعم عفص لها والدياقودا الساذج إن كانت حارة أو مع المر والزعفران وغيره إن كانت باردة.
وأما الكائن عن الأورام والقروح في الرئة والصدر فليرجع في علاجها إلى ما نذكره في باب ذات الرئة وذات الكبد والسلّ وقد يُتخذ للسعال حبوب تمسك في الفم فمنها حبوب للسعال الحار من ذلك حبّ السعال المعروف ومن ذلك حبوب تؤلف من ربّ سوس وصمغ وكثيراء والنشاء ولعاب بزرقطونا وحبّ السفرجل ولبّ الحبوب حبّ القثاء والقرع والقثد والخبازي ومن الطباشير وحبّ الخشخاش ونحو ذلك.
وقد يتخذ بهذه الصفة نشاء وكثيراء ورب سوس يحبّب بعصارة الخسّ.
ومن ذلك حبوب للسعال البارد تتخذ من ربّ السوس والتمر الهندي المنقّى ولباب القمح والزعفران وكثيراء وحبّ الصنوبر وحبّ القطن وحبّ الآس وبزر الخشخاش وقشره والأنيسون والشبث والمرّ والزعفران والفانيذ.
ومن ذلك حبوب يزاد فيها التخدير والتنويم ويكون العمدة فيها المخدّرات وتخلط بها أدوية بادزهرية حارة.
فمن الحبوب المجرّبة لذلك- وهو يسكن السعال العتيق المؤذي حبّ الميعة المعروف وأيضاً يؤخذ- ميعة وجندبادستر وأسارون وأفيون سواء يتخذ منه حبّات ويمسك في الفم.
وأيضاً بزر بنج شبّ وحبّ صنوبر ثلاث وزعفران واحد بميبختج ويُحبب.
وأيضاً ميعة ومرّ وأفيون من كلّ واحد نصف أوقية دهن البلسان وزعفران من كلّ واحد درخميان يحبّب كالكرسنّة.
وقد يستعمل في السعال العتيق الرطب الدخن المذكورة في باب الربو وإذا كانت الرطوبة إلى قدر استعمل بخور من زرنيخ أحمر وخرء الأرنب ودقيق الشعير وقشر الفستق معجوناً بصفرة البيض مقرّضاً كل قرص منه درهماً مجفّفهّ في الشمس ويدخّن به ثلاث مرات وأيضاً زراوند ومرّ وميعة وباذاورد بالسويّة وزرنيخ مثل الجميع يعجن بسمن البقر وببندق ويُتَبخّر بواحدة.
وأما السعال الكائن في الحمّيات فقد أفرد له تدبير عند أعراض الحمّيات.